اكتساح إبر مونجارو لسوق عالم المشاهير:  بين الفوائد، والأضرار

بواسطة أميـرة فيصـل
اكتساح إبر مونجارو لسوق عالم المشاهير:  بين الفوائد، والأضرار
اكتساح إبر مونجارو لسوق عالم المشاهير:  بين الفوائد، والأضرار

في السنوات الأخيرة، أصبحت إبر مونجارو (Mounjaro) محط اهتمام عالمي، حيث بدأت تظهر في العديد من الأوساط الصحية وأصبحت حديث المشاهير. هذه الإبر، المعروفة أيضًا باسم “تيرزيباتيد” (Tirzepatide)، صُممت في البداية لعلاج مرض السكري من النوع الثاني، لكنها اكتسبت شهرة واسعة لفعاليتها في إنقاص الوزن، مما جعلها ظاهرة عالمية في مجال الصحة والجمال.

ما هي إبر مونجارو؟

إبر مونجارو هي دواء طبي يُحقن تحت الجلد، وهو من تطوير شركة الأدوية العالمية “إيلي ليلي” (Eli Lilly). يحتوي الدواء على مادة تيرزيباتيد، التي تعمل على تحفيز مستقبلات هرموني GLP-1 وGIP، وهما هرمونان أساسيان في تنظيم مستويات السكر في الدم والتحكم في الشهية. حصلت إبر مونجارو على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) في عام 2022 لعلاج مرض السكري من النوع الثاني، لكن الدراسات السريرية أظهرت أيضًا أن هذه الإبر تساعد في إنقاص الوزن بشكل كبير، مما دفع العديد من الأشخاص لاستخدامها لهذا الغرض.

فوائد إبر مونجارو

  1. فعالية عالية في إنقاص الوزن

تُعد إبر مونجارو واحدة من أبرز الحلول الطبية لإنقاص الوزن، حيث أظهرت الدراسات أنها يمكن أن تساعد الأشخاص على فقدان حتى 22% من وزنهم الإجمالي عند استخدامها بجرعات منتظمة ومع اتباع نظام غذائي صحي. وهذا يجعلها واحدة من أكثر العلاجات فعالية مقارنة بعلاجات السمنة الأخرى.

  1. تحسين صحة مرضى السكري

بجانب فعاليتها في إنقاص الوزن، تُسهم إبر مونجارو في تنظيم مستويات السكر في الدم. وقد أظهرت الدراسات أن استخدامها يُحسن من التحكم في مستويات الجلوكوز لدى مرضى السكري من النوع الثاني، مما يقلل من احتمالية حدوث مضاعفات صحية مرتبطة بالسكري.

- Advertisement -
  1. تقليل مخاطر الأمراض القلبية

أثبتت الأبحاث أن فقدان الوزن الناتج عن إبر مونجارو يمكن أن يؤدي إلى تحسين صحة القلب. يتمثل ذلك في تقليل مستويات الكوليسترول الضار (LDL) وضغط الدم، مما يساهم في الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية.

  1. تحسين نمط الحياة بشكل عام

إلى جانب تأثيرها في إنقاص الوزن، تساعد إبر مونجارو في تقليل الشهية، مما يجعلها تساهم في تحسين عادات الأكل ونمط الحياة بشكل عام. كما تُحسن مستويات الطاقة، مما يساعد المستخدمين على الشعور بحيوية أكبر طوال اليوم.

إبر مونجارو في عالم المشاهير

بينما كانت إبر مونجارو في البداية مخصصة لعلاج السكري، اكتسبت شهرة واسعة بين المشاهير الذين يسعون لتحقيق قوام مثالي والتألق على السجادة الحمراء أو في وسائل التواصل الاجتماعي. تقارير متعددة تشير إلى أن العديد من الشخصيات العامة والمشاهير قد لجؤوا إلى إبر مونجارو كوسيلة فعالة وسريعة للتخلص من الوزن الزائد. وهذا الاستخدام المكثف ساهم في زيادة الطلب العالمي على هذه الإبر، مما أدى إلى نقص في الإمدادات وارتفاع أسعارها في السوق، وهو ما أثر سلبًا على المرضى الذين يحتاجون إليها لعلاج السكري.

الأضرار والمخاطر المحتملة

رغم الفوائد الكبيرة التي تقدمها إبر مونجارو، إلا أن هناك بعض الآثار الجانبية والمخاطر التي يجب أن تكون في الحسبان عند استخدامها:

  1. آثار جانبية شائعة

من بين الآثار الجانبية الشائعة التي قد يواجهها المستخدمون: الغثيان، التقيؤ، الإسهال، والإمساك. بعض الأشخاص قد يعانون من اضطرابات هضمية خلال الأسابيع الأولى من الاستخدام، لكن هذه الأعراض عادةً ما تخف مع مرور الوقت.

- Advertisement -

التعب والضعف:

بعض المستخدمين قد يعانون من الشعور بالتعب والضعف العام بعد استخدامها. يعود هذا التأثير إلى الطريقة التي تؤثر بها الإبر على الجسم، حيث تعمل على تنظيم مستويات السكر في الدم وتثبيط الشهية، مما قد يؤدي إلى انخفاض مستويات الطاقة. في بعض الحالات، قد يشعر الأشخاص بالإرهاق المستمر بسبب انخفاض تناول الطعام أو تغيرات في مستويات الطاقة.

  1. تكاليف مرتفعة

تُعد إبر مونجارو من العلاجات ذات التكلفة العالية، حيث يمكن أن تصل تكلفة الجرعة الشهرية إلى مئات الدولارات، مما يجعلها غير متاحة لكثير من الأشخاص، خاصة أولئك الذين يحتاجون إليها لأغراض طبية مثل علاج السكري.

- Advertisement -
  1. نقص في الإمدادات

نظرًا للإقبال المتزايد على إبر مونجارو من قبل المشاهير والجمهور العام، تعاني الأسواق العالمية من نقص في توافر هذه الإبر، مما يجعل من الصعب على مرضى السكري الحصول عليها في الوقت المناسب.

  1. المخاطر الصحية على المدى الطويل

رغم نتائج الدراسات الإيجابية قصيرة الأمد، إلا أن الآثار الصحية طويلة الأمد لاستخدام إبر مونجارو بشكل مكثف في إنقاص الوزن لم تُدرس بعد بشكل كافٍ. لذلك، ينبغي توخي الحذر في استخدامها على المدى البعيد.

  1. الإدمان النفسي على الإبر

قد يؤدي الاعتماد النفسي على إبر مونجارو لتحقيق الوزن المثالي إلى مشاكل نفسية مثل القلق المستمر بشأن الوزن، والتوتر من العودة السريعة لاكتساب الوزن بعد التوقف عن استخدامها.

رأي الخبراء

ينبّه الأطباء إلى ضرورة استخدام إبر مونجارو تحت إشراف طبي فقط، حيث يجب أن تُستخدم في الحالات التي تتطلب تدخلًا طبيًا مباشرًا، مع متابعة دقيقة. كما ينصح الخبراء بتبني نهج شامل في علاج السمنة، يشمل تحسين النظام الغذائي، وزيادة النشاط البدني، بدلاً من الاعتماد الكلي على الأدوية.

إبر مونجارو تمثل تقدمًا طبيًا كبيرًا في مجال علاج السمنة ومرض السكري، حيث أظهرت نتائج واعدة في تحسين حياة العديد من الأشخاص حول العالم. ومع ذلك، فإن الاستخدام غير المدروس قد يؤدي إلى مخاطر صحية واجتماعية. لذلك، يجب الحفاظ على التوازن بين الفوائد والمخاطر، والاعتماد على نصائح الخبراء الطبيين لضمان الاستخدام الأمثل لهذه التقنية الطبية الحديثة.

شارك هذه المقالة
اترك تعليقا