أعلنت وزارة الشباب والثقافة والتواصل عن إطلاق برنامج تدريبي شامل لعام 2025 تحت اسم “صانع ألعاب الفيديو”، ويعد هذا البرنامج خطوة نوعية في تطوير صناعة الألعاب الإلكترونية في المغرب وتدريب جيل جديد من المبدعين الشباب في مجال تطوير الألعاب. يُنظم البرنامج بالشراكة مع السفارة الفرنسية بالمملكة، وهو جزء من استراتيجية الوزارة الرامية إلى تمكين الشباب المغربي من اكتساب المهارات التقنية والإبداعية اللازمة لدعم وتطوير صناعة الألعاب الإلكترونية على المستوى الوطني.
أهداف برنامج “صانع ألعاب الفيديو” لتعزيز صناعة الألعاب الإلكترونية
يهدف برنامج “صانع ألعاب الفيديو” إلى تدريب 40 شابًا وشابة من مختلف مناطق المغرب، مع التركيز على تطوير مهاراتهم التقنية والمهنية في مجال تصميم الألعاب الإلكترونية وتطويرها. تسعى وزارة الشباب والثقافة والتواصل من خلال هذا البرنامج إلى تزويد الشباب المغاربة بالمعرفة اللازمة للمساهمة في نمو صناعة الألعاب الإلكترونية، والتي أصبحت صناعة عالمية مزدهرة تتطلب مهارات تقنية متقدمة وإبداعًا عاليًا. ويمتد هذا البرنامج على مدار عام كامل في 2025، وهو تدريب متعدد التخصصات يركز على الجوانب الإبداعية والتقنية والإدارية التي يحتاجها صانع ألعاب الفيديو ليكون قادرًا على إنشاء وتطوير الألعاب الرقمية باحترافية.
شراكات عالمية لتوفير تدريب عالي الجودة
تأتي الشراكات التي أبرمتها الوزارة في إطار برنامج “صانع ألعاب الفيديو” لتضمن تدريباً بمعايير عالمية. وتتضمن هذه الشراكات ثلاث مؤسسات رئيسية هي:
- ISART DIGITAL: ثاني أفضل مدرسة لتطوير الألعاب الإلكترونية في العالم، التي ستتولى تقديم التكوين من خلال طاقم أكاديمي يتمتع بخبرة دولية واسعة.
- الجامعة الدولية للرباط: التي ستستضيف التدريب في حرمها الجامعي، مما يتيح للمتدربين الوصول إلى أحدث التقنيات والموارد الأكاديمية.
- المعهد العالي لمهن السمعي البصري والسينما: الذي سيقدم الدعم اللوجستي اللازم لتوفير بيئة تدريب متكاملة.
من خلال هذه الشراكات، يتيح البرنامج للمشاركين فرصة تعلم أحدث تقنيات تطوير الألعاب الرقمية، مما يضمن قدرتهم على تلبية متطلبات السوق الوطني والعالمي.
نظام شامل لدعم الشباب وتقليص الفوارق الاجتماعية
يعتمد برنامج “صانع ألعاب الفيديو” على نظام متكامل يتيح لجميع الشباب المغاربة فرصة متساوية للاستفادة من هذا التدريب المتقدم، وذلك عبر توفير تمويل يغطي تكاليف الدراسة التي عادةً ما تكون مرتفعة في هذا المجال. كما يشمل البرنامج دعمًا كاملاً للإقامة وتوفير فرص عمل للمتدربين بعد الانتهاء من التدريب، بما يعزز من فرصهم المهنية ويوفر لهم انطلاقة قوية في عالم تطوير الألعاب. ويساهم هذا البرنامج في تقليص الفوارق الاجتماعية والمجالية عبر إتاحة الفرصة أمام الشباب من مختلف مناطق المغرب.
مراحل التقديم والاختيار
يفتح باب التسجيل للاستفادة من برنامج “صانع ألعاب الفيديو” عبر الموقع الإلكتروني https://evenements.uirservices.ma/ من فاتح إلى 30 نوفمبر الجاري. ويتم اختيار المترشحين في ديسمبر المقبل، لينطلق التدريب رسميًا في يناير 2025. وتخضع طلبات الترشيح لعملية تقييم شاملة تعتمد على مهارات المتقدمين واهتمامهم بصناعة الألعاب، لضمان اختيار أفضل المواهب.
الفرص التي يوفرها برنامج “صانع ألعاب الفيديو” للمشاركين
يسعى برنامج “صانع ألعاب الفيديو” إلى تمكين الشباب المغربي من المهارات الأساسية والمهنية اللازمة لاقتحام مجال الألعاب الإلكترونية، ويوفر لهم الفرص التالية:
- تعلم تقنيات البرمجة الحديثة: يتعلم المشاركون أساسيات البرمجة وتطوير الألعاب باستخدام أدوات وتقنيات حديثة، مثل Unity وUnreal Engine، وهي من أشهر المحركات المستخدمة في تطوير الألعاب.
- اكتساب مهارات التصميم الفني: يتعلم المشاركون أساسيات التصميم الفني للألعاب، مثل الرسوم المتحركة، وتأثيرات الصوت، وتصميم الشخصيات والعوالم الافتراضية، مما يمنحهم القدرة على ابتكار تجارب لعب مميزة.
- التدريب على الإدارة والمشاريع: بالإضافة إلى الجانب الفني، يركز البرنامج أيضًا على مهارات إدارة المشاريع وتطوير الأفكار وتحليل السوق، مما يساعد المتدربين على فهم كيفية تحويل أفكارهم إلى منتجات جاهزة للنشر.
- فرص عمل مميزة: بعد إتمام البرنامج، يتيح التعاون مع الشركاء فرص توظيف للمتدربين، حيث يكونون مؤهلين للعمل مع شركات تطوير الألعاب، أو حتى تأسيس شركاتهم الناشئة الخاصة بهم، بما يسهم في تعزيز مكانة المغرب في صناعة الألعاب الإلكترونية.
مستقبل صانع ألعاب الفيديو في المغرب
يُعتبر إطلاق برنامج “صانع ألعاب الفيديو” خطوة هامة نحو جعل المغرب مركزًا لصناعة الألعاب الإلكترونية في المنطقة، معتمداً على الإمكانات الكبيرة التي يوفرها الشباب المغربي في هذا المجال. من خلال هذا التدريب، ستتمكن صناعة الألعاب في المغرب من مواكبة التطورات العالمية وابتكار ألعاب ذات جودة تنافسية على مستوى السوق الدولية، مما يساهم في جذب الاستثمارات الخارجية وتعزيز مكانة المغرب في صناعة الألعاب.
وفي إطار استراتيجية شاملة، يطمح برنامج صانع ألعاب الفيديو إلى تحقيق أهداف بعيدة المدى، منها:
- تحفيز الابتكار والإبداع في تطوير الألعاب الإلكترونية وإثراء السوق المحلية بألعاب تعكس الثقافة المغربية.
- تشجيع إنشاء شركات ناشئة في مجال الألعاب مما يسهم في خلق فرص عمل جديدة وزيادة الإنتاجية.
- تعزيز التعاون الدولي مع مختلف المؤسسات العالمية المتخصصة، مما يوفر فرصًا إضافية للمواهب المغربية للتميز على الساحة الدولية.
تأثير برنامج “صانع ألعاب الفيديو” على المجتمع المغربي
بفضل برنامج “صانع ألعاب الفيديو”، سيحظى الشباب المغربي بفرصة حقيقية للتدريب في مهنة واعدة تفتح أمامهم آفاقًا واسعة، وتساهم في تطوير اقتصاد رقمي حديث يتماشى مع تطلعات الشباب. كما يسهم البرنامج في تطوير مهارات تقنية وإبداعية جديدة تساعد على خلق فرص عمل جديدة وتحقيق تطور إيجابي في المجتمع من خلال توظيف المهارات التكنولوجية الحديثة في بناء اقتصاد رقمي قوي.
