كشف مكتب الصرف أن صادرات قطاع الطيران في المغرب تجاوزت 24 مليار درهم مع نهاية نونبر 2024، محققةً ارتفاعاً بنسبة 17% مقارنة بالفترة نفسها من السنة الماضية. يعكس هذا الأداء التطور الإيجابي لصادرات المملكة المغربية التي شهدت نمواً في عدة قطاعات، مثل قطاع السيارات، وقطاع الفوسفاط، والصناعة الغذائية، مما يعزز مكانة المغرب كقوة اقتصادية إقليمية.
أداء قوي في صادرات قطاع الطيران
بحسب النشرة الشهرية للمبادلات الخارجية التي أصدرها مكتب الصرف، يعود هذا الأداء البارز في قطاع الطيران إلى ارتفاع مبيعات التجميع بنسبة 26.5%، حيث بلغت قيمتها 16 مليار درهم. كما شهدت مبيعات نظام ربط الأسلاك الكهربائية زيادة طفيفة بنسبة 2.2% لتصل إلى 8.32 مليار درهم. وتعد هذه النتائج دليلاً على التقدم التكنولوجي والقدرة التنافسية التي يتمتع بها قطاع الطيران في المغرب، بفضل الاستثمارات الأجنبية والشراكات مع الشركات العالمية.
استمرار النمو في قطاع السيارات
يواصل قطاع السيارات في المغرب أداءه القوي، حيث سجل ارتفاعاً بنسبة 6.7% لتبلغ صادراته ما يقرب من 146 مليار درهم. وقد أسهمت الصادرات المتعلقة بـ”الأجزاء الداخلية للسيارات والمقاعد” في هذا النمو، إذ ارتفعت بنسبة 19.5% لتصل إلى 8.5 مليار درهم. ويعد قطاع السيارات من الركائز الأساسية للاقتصاد المغربي، حيث يمثل المغرب أحد أكبر المراكز الإقليمية لتصنيع السيارات وتصديرها إلى الأسواق الأوروبية والإفريقية.
هذا الأداء يعكس جهود المملكة في تعزيز مكانتها كقاعدة صناعية متقدمة من خلال شراكات استراتيجية مع شركات عالمية رائدة مثل بوينغ وإيرباص. كما ساهمت المناطق الصناعية المتخصصة في الطيران، مثل منطقة النواصر قرب الدار البيضاء، في استقطاب المزيد من الاستثمارات وزيادة الصادرات.
نمو مستدام في قطاع الفوسفاط ومشتقاته
يمثل قطاع الفوسفاط في المغرب واحداً من القطاعات الاستراتيجية التي تحقق نمواً مستداماً، حيث ارتفعت صادراته بنسبة 9.1% لتصل إلى 75.23 مليار درهم. وشهد الفوسفاط الخام زيادة كبيرة بنسبة 29.4% لتصل إلى 8.6 مليار درهم، مدعوماً بالطلب العالمي المتزايد. كما ارتفعت صادرات الأسمدة الطبيعية والكيميائية بنسبة 7.4% لتبلغ 54 مليار درهم. ويعكس هذا الأداء أهمية قطاع الفوسفاط في تلبية الاحتياجات العالمية من المواد الخام الزراعية.
أداء إيجابي في قطاعات أخرى
إلى جانب الطيران والسيارات والفوسفاط، شهدت عدة قطاعات أخرى أداءً إيجابياً:
- صادرات النسيج والجلد: ارتفعت بنسبة 0.1% لتصل إلى 43.11 مليار درهم، مدعومة بالطلب الأوروبي على
- قطاع الفلاحة والصناعة الغذائية: سجل نمواً بنسبة 3.1%، محققاً 77.91 مليار درهم، بفضل تحسين تقنيات الإنتاج وتعزيز الصادرات نحو الأسواق العالمية.
- قطاع الإلكترونيات والكهرباء: نما بنسبة 2.5% ليصل إلى 16.61 مليار درهم، مما يعكس الطلب المتزايد على المكونات الإلكترونية المصنعة محلياً.
تحويلات المغاربة المقيمين بالخارج
حققت تحويلات المغاربة المقيمين بالخارج زيادة ملحوظة بنسبة 2.8% لتصل إلى 108.67 مليار درهم عند نهاية نونبر 2024. وتشكل هذه التحويلات مصدر دخل رئيسياً للعديد من الأسر المغربية، فضلاً عن دورها في دعم الاقتصاد الوطني.
ارتفاع إيرادات السفر
شهدت إيرادات قطاع السفر، الذي يعد من أهم محركات الاقتصاد المغربي، زيادة كبيرة لتتجاوز 104.47 مليار درهم. ويرتبط هذا الأداء بزيادة عدد السياح الوافدين إلى المغرب خلال 2024، وذلك بفضل الحملات الترويجية المكثفة وتحسن البنية التحتية السياحية. وفي المقابل، بلغت نفقات السفر 26.70 مليار درهم، مما يعكس نشاطاً كبيراً
نمو الاستثمارات الأجنبية
شهدت الاستثمارات الأجنبية المباشرة في المغرب نمواً كبيراً بنسبة 30%، حيث بلغت ما يقرب من 40 مليار درهم خلال الأشهر الـ11 الأولى من عام 2024. ويعزى هذا التطور إلى الجهود المبذولة لجذب المستثمرين عبر تحسين بيئة الأعمال وتوفير حوافز ضريبية مغرية.
استثمارات المغاربة المقيمين بالخارج
على مستوى آخر، ارتفع حجم الاستثمارات المباشرة للمغاربة المقيمين بالخارج بنسبة 5.4% ليصل إلى 15.8 مليار درهم. ويعكس هذا الارتفاع الثقة المتزايدة للمغاربة في الخارج بفرص الاستثمار في وطنهم الأم.
المغرب: نموذج اقتصادي متكامل
تمثل هذه النتائج دليلاً على تطور الاقتصاد المغربي، حيث استطاع تحقيق نمو في قطاعات متنوعة، مما يعزز مكانته كوجهة استثمارية وتجارية عالمية. ويعد قطاع الطيران في المغرب نموذجاً يحتذى به في كيفية تحويل الابتكار والتكنولوجيا إلى مصادر نمو اقتصادي مستدام.