انطلقت مساء الخميس في مدينة إفران فعاليات الدورة الـ25 من مهرجان الأرز العالمي للفيلم القصير، بتنظيم من جمعية نادي الشاشة للطفولة والشباب، والتي جمعت هواة السينما ومحبي الأفلام القصيرة من مختلف دول العالم. تأتي هذه الدورة متزامنة مع الذكرى الـ49 للمسيرة الخضراء، ما أضفى عليها طابعاً وطنياً مميزاً. ويستمر المهرجان بتقديم برمجة غنية تسعى إلى تعزيز التبادل الثقافي وتطوير مهارات الشباب في مجال السينما.
تكريم شخصيات مغربية بارزة في السينما والإعلام
تميز حفل الافتتاح بتكريم شخصيات مغربية لامعة، منها الممثلة ماجدولين الإدريسي، التي تُعرف بأدائها المتميز في السينما المغربية، ومقدمة البرامج سناء الزعيم، التي أعربت عن تأثرها العميق بالتكريم. وصرحت الزعيم بأن مهرجان الأرز العالمي للفيلم القصير قد استطاع بفضل برامجه المتنوعة المحافظة على استدامته، ليصبح منصة رئيسية للشباب الشغوف بالسينما في منطقتي إفران وأزرو.
مسابقة “الأرز الذهبي” وعرض أفلام من 15 دولة
تضم الدورة الـ25 من مهرجان الأرز العالمي للفيلم القصير مسابقة “الأرز الذهبي”، حيث يتبارى نحو 20 فيلماً قصيراً تمثل حوالي 15 دولة للفوز بجائزة المهرجان. وأوضح مدير المهرجان، عبد العزيز بلغالي، أن المسابقة الرسمية يشرف عليها مجموعة من المتخصصين في الفن السابع، من بينهم المخرج بوشعيب المسعودي، محمد منخار، وفاطمة بوبكدي.
وأشار بلغالي إلى أن هذه الدورة ستتيح للمشاركين والجمهور فرصة الاستمتاع بعروض سينمائية متنوعة، ما يسهم في تقديم تجارب ثقافية فريدة وتعزيز التواصل بين المبدعين الشباب من مختلف الخلفيات.
أنشطة ثقافية وترفيهية مميزة للشباب
تحت شعار “صوت جديد لشباب جديد”، يتضمن برنامج المهرجان أنشطة ترفيهية وثقافية متنوعة تتجاوز عروض الأفلام، حيث تُقام حفلات موسيقية وجلسات في الهواء الطلق لفائدة الشباب وتلاميذ المدارس في مدينتي أزرو وإفران. كما يوفر المهرجان فرصة للقاءات مفتوحة مع المبدعين الشباب، وموائد مستديرة حول قضايا السينما، مثل “قضايا الإنتاج ومهنة المنتج” و**”المبدعون الشباب وتحديات مستقبل السينما”**، مما يتيح للمهتمين بالسينما مناقشة الأفكار والتجارب والاستفادة من خبرات المبدعين المحترفين.
مسابقات وورشات تكوينية لتعزيز مهارات الشباب
يشمل برنامج مهرجان الأرز العالمي للفيلم القصير تنظيم مسابقة الراحل نور الدين الصايل (الأرز الذهبي)، التي تتنافس فيها الأفلام العالمية القصيرة، سواء الوثائقية أو الروائية. كما تضم فعاليات المهرجان مسابقة في كتابة السيناريو، و”ماستر كلاس” مع نجوم السينما لمشاركة تجاربهم المهنية. ويشمل البرنامج أيضاً ورشات تكوينية تشمل كافة جوانب السينما، بدءاً من كتابة السيناريو وصولاً إلى الإخراج، تحت إشراف مؤطرين محترفين، مما يتيح للمشاركين تطوير مهاراتهم والاستفادة من خبرات نخبة من المتخصصين.
معرض تحف سينمائية وجولات في مواقع التصوير
يقدم مهرجان الأرز العالمي للفيلم القصير للزوار تجربة فريدة من خلال معرض تحف سينمائية، حيث تعرض آلات التصوير القديمة، والكاميرات، وأجهزة العرض، بالإضافة إلى تسجيلات منوعة. يتيح المعرض للزوار فرصة التعرف على تاريخ التصوير السينمائي وأدواته، مما يعزز من معرفة الجمهور بالأبعاد التقنية والفنية في صناعة السينما.
وإضافةً إلى المعارض، يُنظم المهرجان جولات في مواقع التصوير المتنوعة بمنطقة إفران، مما يمنح المشاركين فرصة التفاعل مع البيئة الطبيعية التي تتميز بها المنطقة واستلهام عناصرها في أعمالهم السينمائية المستقبلية.
مهرجان الأرز العالمي للفيلم القصير.. جسر ثقافي منذ 1978
يعود تأسيس مهرجان الأرز العالمي للفيلم القصير إلى عام 1978، حيث تم تنظيمه من قبل جمعية نادي الشاشة للطفولة والشباب بهدف تعزيز التبادل الثقافي وتشجيع الإنتاج السينمائي بالمنطقة. ويعتبر المهرجان اليوم منصة هامة تجمع بين هواة السينما والمبدعين الشباب من مختلف دول العالم، مما يساهم في تقديم صورة متميزة عن ثقافة المغرب وموروثه الفني.
استدامة ورؤية مستقبلية للمهرجان
بفضل التنوع الغني للبرامج المقدمة والأنشطة المتنوعة، أصبح مهرجان الأرز العالمي للفيلم القصير نموذجاً للاستدامة في مجال المهرجانات السينمائية، إذ يواصل جذب الجمهور وخلق فضاءات تفاعلية للشباب الشغوفين بالسينما. ويسهم هذا المهرجان في تسليط الضوء على المواهب الصاعدة، ويقدم منصة للتبادل بين السينمائيين الشباب والمحترفين، ما يسهم في تطوير المشهد السينمائي بالمغرب وتعزيز التراث الثقافي والفني للمنطقة.
ختامًا، يمثل مهرجان الأرز العالمي للفيلم القصير خطوة رئيسية في إثراء الساحة السينمائية المغربية وتشجيع الشباب على خوض غمار الإبداع السينمائي، وذلك من خلال توفير بيئة مثالية تجمع بين الترفيه والتعليم والتواصل الثقافي.