تستعد مدينة العرائش لاحتضان النسخة الثالثة عشرة من مهرجان العرائش الدولي لتلاقح الثقافات، الذي سيُقام في الفترة الممتدة من 20 إلى 25 نونبر 2024. يتزامن هذا الحدث الثقافي الكبير مع احتفالات المغرب بعيد الاستقلال، مما يمنح المهرجان طابعًا دوليًا استثنائيًا يعكس روح الانفتاح والتنوع الذي يميز المملكة المغربية.
تنظيم مهرجان العرائش الدولي
ينظم هذا المهرجان السنوي من قبل جمعية اللوكوس للسياحة المستدامة، التي تسعى من خلاله إلى تعزيز الحوار بين الثقافات والترويج للسياحة المستدامة في منطقة العرائش. يُقام المهرجان بشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل، وبدعم من المجلس الإقليمي بالعرائش، ومجلس جهة طنجة-تطوان-الحسيمة، وجماعة العرائش. يعكس التعاون بين هذه المؤسسات التزامها المشترك بتسليط الضوء على الموروث الثقافي الغني للمنطقة ودوره في التنمية السياحية والاقتصادية.
شعار المهرجان وأهدافه
يُرفع مهرجان العرائش هذا العام شعار “الموروث الثقافي دعامة للسياحة المستدامة”، ليُبرز أهمية التراث الثقافي كأداة لتعزيز التنمية المستدامة. يسعى المهرجان إلى تحقيق مجموعة من الأهداف، منها:
- الترويج للتراث الثقافي المغربي والمزاوجة بين الثقافات المحلية والعالمية.
- دعم السياحة المستدامة من خلال تسليط الضوء على المؤهلات السياحية التي تزخر بها مدينة العرائش.
- تعزيز قيم الحوار والتعايش السلمي بين الشعوب، من خلال برامج فنية وثقافية متنوعة.
مشاركة دولية واسعة
تشهد دورة هذا العام مشاركة فرق فولكلورية وموسيقية من مختلف القارات، تمثل دولًا مثل:
- الهند
- العراق
- إسبانيا
- بلغاريا
- المكسيك
- كوستاريكا
- سلوفاكيا
- السنغال
- الباراغواي
- المملكة المتحدة
إلى جانب مشاركة واسعة من الفرق الوطنية التي تمثل مختلف أنواع الموروث الثقافي المغربي، مما يجعل مهرجان العرائش مساحة مفتوحة للاحتفاء بالتنوع الثقافي والفني.
برامج وأنشطة المهرجان
يتضمن مهرجان العرائش الدولي برنامجًا متنوعًا يجمع بين العروض الفنية والندوات الثقافية والورش التكوينية. ستجوب الفرق المشاركة شوارع المدينة وساحاتها الرئيسية بعروض متجولة وقارة تُضفي أجواءً احتفالية مميزة على مدينة العرائش. كما ستحتضن الكلية متعددة التخصصات بالعرائش والمركز الثقافي ليكسوس مجموعة من الندوات والورش التي ستتناول مواضيع مرتبطة بالتراث الثقافي والسياحة المستدامة.
الموروث الثقافي: وسيلة للحوار والسلام
بحسب بلاغ المنظمين، يهدف مهرجان العرائش إلى تعزيز الحوار بين الثقافات والشعوب من خلال إبراز الموروث الثقافي والفني لكل بلد. يأتي هذا في سياق عالمي مليء بالتحديات المرتبطة بالحروب وخطابات الكراهية، حيث يسعى المهرجان إلى إنعاش خطاب السلام وقيم العيش المشترك. من خلال هذا الحدث، تصبح الثقافة وسيلة لمخاطبة الضمير الإنساني، وتعزيز الروابط الإنسانية في عالم يعج بالاختلافات.
دور مهرجان العرائش في تسويق السياحة الثقافية
تعتبر السياحة الثقافية من أهم أنواع السياحة المستدامة التي تُسهم في الحفاظ على التراث الثقافي وتعزيز التفاهم بين الشعوب. ومن هذا المنطلق، يُعتبر مهرجان العرائش الدولي فرصة لتعريف الزوار المغاربة والأجانب بالمؤهلات الثقافية والطبيعية التي تتميز بها مدينة العرائش، بما في ذلك موقعها الجغرافي، ومعالمها التاريخية، وموروثها الشعبي.
انفتاح على الأبعاد الأكاديمية والثقافية
في إطار توسع أنشطة مهرجان العرائش، ستُنظم الجمعية عروضًا بالجامعة الدولية بالرباط، مما يعكس توجهها نحو الانفتاح على العاصمة المغربية ببعدها الأكاديمي والثقافي. يُظهر هذا التوجه أهمية توظيف الفضاءات الجامعية لنقل الرسائل الثقافية وتعزيز الوعي بالقيم الإنسانية المشتركة.
مدينة العرائش: وجهة ثقافية وسياحية
تُعد العرائش إحدى أقدم المدن المغربية، إذ تمتد جذورها إلى الحضارات الفينيقية والرومانية، مما يجعلها وجهة غنية بالتاريخ والثقافة. تتميز المدينة بموقعها الجغرافي المميز على ساحل البحر الأطلسي، وهو ما جعلها ملتقى للثقافات والحضارات على مر العصور. يسهم مهرجان العرائش الدولي في إبراز هذا الإرث التاريخي والثقافي، وتحويل المدينة إلى منصة عالمية للتلاقي الثقافي.
الختام: دعوة للمشاركة
يشكل مهرجان العرائش الدولي لتلاقح الثقافات حدثًا فريدًا يعكس روح الانفتاح والتنوع الثقافي. من خلال مشاركة دولية واسعة وبرامج غنية ومتنوعة، يقدم المهرجان تجربة ثقافية فريدة تجمع بين الفلكلور، الموسيقى، والحوارات الثقافية. سواء كنت من عشاق الفنون أو المهتمين بالتراث الثقافي، فإن حضور مهرجان العرائش يمثل فرصة لاستكشاف تنوع الثقافات العالمية والمحلية في جو احتفالي مميز.
لا تفوت فرصة حضور هذا الحدث المميز الذي يجمع بين الماضي والحاضر، بين الثقافة والفن، وبين التراث والتنمية المستدامة. مهرجان العرائش هو احتفاء بالإنسانية في أبهى صورها!